مباشر
أكثر من 350 ألف سيارة فولكس فاجن في "مقبرة" واحدة بصحراء موهافي الأمريكية!

أكثر من 350 ألف سيارة فولكس فاجن في "مقبرة" واحدة بصحراء موهافي الأمريكية!

قبل 5 أيام

مشاركة:


طرنك – في مشهد غريب واستثنائي لا يتكرر كثيرًا في عالم السيارات، تحتضن صحراء موهافي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية واحدة من أكبر "مقابر السيارات" في العالم، حيث تصطف أكثر من 350 ألف سيارة فولكس فاجن وأودي على مد البصر، في مكان يبدو وكأنه مدينة مهجورة من المعدن والزجاج. لكن خلف هذا المشهد قصة فضيحة مدوية هزت صناعة السيارات العالمية تُعرف بـ فضيحة "ديزل غيت" التي لا تزال تطارد فولكس فاجن حتى اليوم.



ديزل غيت.. الفضيحة التي لا تنتهي

بدأت القصة في عام 2015 عندما كشفت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) أن فولكس فاجن زوّدت ملايين السيارات بمحركات ديزل تحمل برمجيات خداع مصممة لتقليل الانبعاثات الضارة فقط أثناء اختبارات الفحص، بينما في القيادة اليومية تصدر المحركات انبعاثات تتجاوز المسموح به بمرات عديدة.

أجبرت هذه الفضيحة الشركة الألمانية العملاقة على استدعاء حوالي 600 ألف سيارة في الولايات المتحدة وحدها، وتم تخصيص أكثر من 25 مليار دولار كجزء من تسويات مالية مع السلطات الأمريكية، من بينها خطة لشراء السيارات المتأثرة من أصحابها.

لماذا صحراء موهافي تحديدًا؟

مع تدفق مئات آلاف السيارات المسترجعة، واجهت فولكس فاجن تحديًا ضخمًا في تخزين هذا الكم الهائل من المركبات، فاختارت صحراء موهافي بسبب بيئتها الجافة التي تمنع الصدأ وتُبقي السيارات في حالة جيدة نسبيًا. وتحديدًا، تم استخدام مطار عسكري مهجور كموقع رئيسي، إضافة إلى أكثر من 30 موقعًا آخر في أمريكا.

الصور الجوية التي تم التقاطها من المكان تُظهر مشهدًا مذهلًا لصفوف لا متناهية من السيارات المتراصة، بعضها جديد تمامًا، وبعضها الآخر غطاه الغبار كأنه بُعث من زمن آخر.

مصير السيارات المخزنة

لم يكن هدف فولكس فاجن ترك السيارات للموت في الصحراء. فقد عملت الشركة لاحقًا على إجراء تحديثات برمجية وميكانيكية على عدد كبير منها ليتوافق مع معايير وكالة حماية البيئة الأمريكية، ثم أعادت بيعها في مزادات بأسعار أقل بكثير من قيمتها الأصلية.

أما السيارات التي لم يمكن تحديثها أو إصلاحها فقد تم تفكيكها لإعادة تدوير القطع أو شُطبت نهائيًا. لكن حتى الآن، لا تزال عشرات الآلاف من السيارات تنتظر مصيرها وسط الرمال والغبار.

موهافي.. شاهد على أسوأ فضيحة صناعية في تاريخ السيارات

بعد قرابة عقد من الزمان على انكشاف فضيحة ديزل غيت، لا تزال تداعياتها تلقي بظلالها على سمعة فولكس فاجن، رغم محاولات الشركة المتكررة لاستعادة ثقة المستهلكين عبر التحول إلى السيارات الكهربائية والاستثمارات الخضراء.

لكن مقبرة موهافي تبقى رمزًا مرئيًا قويًا لأكبر كارثة بيئية وصناعية شهدها قطاع السيارات الحديث، ومشهدًا يُحذّر كل الشركات من ثمن الغش والخداع في زمن تتزايد فيه الرقابة والمساءلة البيئية.


معرض الصور