طرنك اوتو – تشهد شركة جنرال موتورز الأمريكية واحدة من أصعب محطاتها في مسيرة التحول إلى السيارات الكهربائية، بعدما أعلنت عن تعليق جزئي للإنتاج في مصنعها الرئيسي المخصص لهذه الفئة، المعروف باسم Factory Zero في مدينة ديترويت-هامترامك. القرار يبدأ سريانه في الثاني من سبتمبر 2025، على أن يتوقف العمل مباشرة بعد عطلة عيد العمال الأمريكي، مع خطط لاستئناف الإنتاج في السادس من أكتوبر المقبل. ووفقاً لمذكرة داخلية حصلت عليها صحيفة "ديترويت فري برس"، فإن هذا الإجراء سيؤثر على ما يقرب من 360 موظفاً.
ضعف الطلب يفرض واقعاً جديداً على سيارات جنرال موتورز الكهربائية
أوضحت جنرال موتورز في بيان رسمي أن هذه التعديلات المؤقتة على وتيرة الإنتاج تأتي استجابة لديناميكيات السوق الحالية، وهو ما يعكس تراجعاً واضحاً في الطلب على الطرازات الكهربائية. وتشمل هذه الخطوة سيارات بارزة كانت الشركة تعتبرها أيقونات في خططها المستقبلية مثل جي إم سي همر الكهربائية وكاديلاك اسكاليد IQ. ورغم أن هذه الموديلات تمثل واجهة الشركة في قطاع السيارات الكهربائية الفاخرة، إلا أن المبيعات لم تحقق التوقعات المرجوة، وهو ما أجبر الإدارة على إعادة النظر في استراتيجيتها الإنتاجية.
مستقبل غامض لموظفي مصنع Factory Zero
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقلص فيها الشركة من حجم العمالة في هذا المصنع، فقد سبق وأن أعلنت في أبريل الماضي عن الاستغناء المؤقت عن نحو 200 وظيفة بسبب ضعف الطلب، وهو ما يرفع الآن العدد إلى أكثر من 360 موظفاً. وبحسب بيانات الشركة، فإن مصنع Factory Zero يوظف ما يقارب 4,000 عامل، ما يجعل هذه القرارات بمثابة ضربة قوية للعاملين ولخطة الشركة الطموحة للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية خلال السنوات المقبلة.
جنرال موتورز أكدت أن الموظفين المتأثرين سيتم وضعهم في إجازة مؤقتة إلى حين حسم موقفهم، غير أن التحدي الأكبر يظل في مواجهة المنافسة المحتدمة من شركات مثل تسلا، إضافة إلى الصعود القوي للعلامات الصينية التي باتت تستحوذ على حصة متزايدة من سوق السيارات الكهربائية عالمياً. ويثير هذا الوضع تساؤلات جدية حول قدرة جنرال موتورز على الاستمرار في المنافسة بنفس الوتيرة، في ظل تباطؤ الطلب المحلي وتراجع الحافز الشرائي لدى المستهلك الأمريكي.
