تستعد شركة فولكس فاجن، بالتعاون مع شريكتها الصينية SAIC، لإغلاق مصنعها في نانجينغ بحلول العام القادم، في خطوة تعكس التغيرات الكبيرة التي يشهدها سوق السيارات في الصين. يعود القرار بشكل رئيسي إلى انخفاض مبيعات السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود، في مقابل الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية.
يعد المصنع في نانجينغ مركزاً لإنتاج طرازات شهيرة مثل "باسات" التابعة لفولكس فاجن وعدة موديلات من علامة سكودا، ويملك قدرة إنتاجية تصل إلى 360,000 سيارة سنويًا. ومع ذلك، فإن تراجع مبيعات سكودا في السوق الصيني أدى إلى مراجعة استراتيجيتها هناك. وعند توجيه الأسئلة إلى فولكس فاجن الصين حول هذا القرار، جاء الرد: "نحن نعمل على تحويل إنتاج السيارات والمكونات خطوة بخطوة".
تشير الأرقام إلى تراجع ملحوظ في نسبة استغلال مصانع فولكس فاجن في الصين، حيث بلغت 58% فقط من إجمالي طاقة إنتاجية تصل إلى 2.1 مليون وحدة. هذا في وقت كانت فيه الشركة تحقق نجاحات كبيرة قبل جائحة كورونا، عندما كانت معدلات الإنتاج أعلى بكثير.
في ظل التحولات الكبيرة نحو السيارات الكهربائية، يبدو أن سوق السيارات التقليدية الذي يعتمد على الوقود في الصين يتراجع بشكل كبير. هذا التوجه يعكس تطورات تقنية وضغطًا من السياسات الحكومية الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون. ومع استمرار زيادة الطلب على السيارات الكهربائية، سيكون على الشركات الكبرى مثل فولكس فاجن التكيف بسرعة مع هذه التغيرات أو المخاطرة بفقدان حصة كبيرة من السوق.
تمتلك فولكس فاجن استثمارات ضخمة في تطوير السيارات الكهربائية، وقد أطلقت بالفعل عدة طرازات كهربائية. إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في القدرة على المنافسة في سوق تشهد نموًا سريعًا وتحتدم فيه المنافسة من قبل اللاعبين المحليين والدوليين.